حاسوب الوركاء العراقي...بداية واعدة



من بين اكثر التجارب نجاحا في المنطقة العربية ومن أوائل الدول الرائدة في مجال الحواسيب التي دعمت اللغة العربية كنص اصبح العراق سباقا مع الجهاز الذي اطلقه في ثمانينيات القرن الماضي (الوركاء) او حاسوب الوركاء , لاشك ان هناك تجارب لشركات تجارية حققت نجاحا لافتا من بينها حاسوب صخر في دولة الكويت والمثالي في المملكة العربية السعودية لكن حاسوب الوركاء اخذ بعدا اخر ، حيث تلقى دعما حكوميا برعاية الشركة العامة للصناعات الالكترونية EIC وبدا يستخدم في الجامعات والكليات والمدارس الحكومية النموذجية ومراكز الشباب. كان حاسوب الوركاء يتم انتاجه وتجميعه في العراق بترخيص من الشركة اليابانية ذات الصيت الذائع في مجالها التقني NEC ، في حقيقة جوهره كان حاسوب الوركاء هو نسخة مطابقة للنسختين NEC PC 6001 والنسخة المحسنة منه مطابق ل NEC PC 6001 II وبدعم مباشر من الشركة وظهر النسخة الثانية بشكل واسع أواخر الثمانينيات. كان الجهاز متوفراً مع بعض الأجهزة الملحقة (شاشة ، مسجل شريط كاسيت ، مشغل أقراص ، طابعة ، راسمة ، عصا تحكم). اما المواصفات الفنية للنسختين فكانت مناسبة بشكل مذهل للاستخدامات المنزلية والمكتبية المواصفات الفنية للنسختين فاتت بسرعة معالج: 3.9 ميكا هيرتز وصوت من 3 قنوات ، ب 8 طبقات صوتية مع ذاكرة مؤقتة RAM: 16 كيلوبايت اما نسخة المحسن منه فاتت ب (64 كيلو بايت) فيما يخص دقة شاشة النصوص: 32x16 رمز (40x20) واتت دقة الرسوم للشاشة : 256x192 نقطة (320x200 نقطة للنسخة الثانية . تأثير الوركاء كحاسوب احدث ما يشبه اتجاه جديد لتعريب وإنتاج أنظمة بل كتبت رسائل ماجستير واطاريح دكتوراه في جامعات العراق مثل جامعة بغداد والجامعة التكنولوجية وغيرها من الجامعات ، ومن الرائع انه في ذك الحين تم ابتكار لغة برمجة تدعم اللغة العربية (البيسك العربي) باصدارها الأول سنة 1985 لهذا الحاسوب والتي تعد من أوائل التجارب لدعم لغات البرمجة بلغة عربية. لم يكن الوركاء في حينه يدعم نظام تشغيل DOS أو UNIX. إنه يعمل فقط بنظام البيسك المدمج في ذاكرة ROM بالحقيقة هو حاسوب منزلي ومكتبي يشغِّل البرامج بلغة BASIC مباشرة. بحسب إمكانيات الجهاز الأصلية، فهو يأتي مع 5 أوضاع بيسك يمكن الاختيار بينها عند الإقلاع: N60 BASIC (16 KB RAM) ، N60 BASIC (32 KB RAM)، N60 EXTENDED BASIC (16 KB RAM) ، N60 EXTENDED BASIC (32 KB RAM) ان مااحدثه هذا الحاسوب القى بتاثيره على القطاع الخاص والعام والمؤسسات الحكومية حيث ظهر مبرمجين ساهموا بشكل لافت في تحسين يذكر من بين البرامج التي اشتهرت في حينه برنامج الذي انتجه احد مهندسي وزارة العدل العراقية بإنتاج برنامج خاص بالمواريث وتوزيع التركه كتبت الصحف واحتفت المجلات مثل مجلة الف باء بذلك الإنجاز وبدات تتوالى الإنجازات من البرامج والانظمة لكن كان للتاريخ منعطف وحدث ينذر بشيء اخر حيث ان حرب الخليج الثانية عام 1991 والعقوبات الاقتصادية التي تلت ذلك ونتائج ماحدث في عام 2003 جعل للتجربة ان تنتهي وللحلم ان يتوقف لكن سيبقى حاسوب الوركاء الذي استحوذ على اهتمام الشباب وايقض التنوير بعصر الحواسيب والبرمجة التي لابد من طريقها ان يستمر .